الأشاعرة يزعمون أن النبي (ص) لم يبيّن الحق للناس!

"ولذلك كان صلى الله عليه وسلم لا يلزم أحدا ممن أسلم على البحث عن ذلك بل كان يقرهم على ما يعلم أنه لا انفكاك لهم عنه، وما زال الخلفاء الراشدون والعلماء المهتدون يقرون على ذلك مع علمهم بأن العامة لم يقفوا على الحق فيه ولم يهتدوا إليه" إلى أخر هذيانه، من أخبره بأن النبي لم يلزم الناس بمعرفة بمعرفة موجود بمتحرك ولا ساكن ولا منفصل عن العالم ولا متصل به، ولا داخل فيه ولا خارج عنه، وأين وجد النبي صلى الله عليه وسلم كان يلقن كبار الصحابة هذا الهراء! وكيف لا يلزم النبي صلى الله عليه وسلم الناس بذلك، وهو عند الأشعرية من أصول الدين، بل من خالفهم فيه فهو كافر كفراً أكبر ينقل عن الملة!! فكيف تركهم النبي على اعتقادهم الكفر والعياذ بالله.

وهذا يثبت ما قاله عنه الشيخ ابن تيمية عندما قال عن العز بن عبدالسلام في كتابه الرد على المنطقيين: "وأبو محمد وأمثاله سلكوا مسلك الملاحدة الذين يقولون إن الرسول لم يبين الحق في باب التوحيد ولا بين للناس ما هو الأمر عليه في نفسه".

فابن عبدالسلام يدعي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرى الناس تعتقد الكفر، فلا ينبهها على ذلك، ولا يبين لها الحق، حتى جاء هؤلاء المتكلمين الكاذبين على الله وعلى رسوله فبينوا للناس الحق بزعمهم! ولنا أن نتسائل: بما أن النبي والصحابة علموا هذا وسكتوا عنه بزعمكم فلماذا لم يسعكم ما وسعهم؟! وهل بلغكم أن النبي والصحابة كانوا يفتنون أحبار اليهود ورهبان النصارى – بحكم أنهم علماء – حتى يقروا بأن الله ليس في السماء وأنه بلا صفات، وأنه ال داخل العالم ولا خارجه ولا متصل به ولا منفصل عنه ولا سكان ولا متحرك! وهل بلغكم أن النبي لما أراد عبدالله بن سلام أن يسلم أمتحنه بذلك؟

ثم انظر لمكابر ابن عبدالسلام والأشاعرة للحق، ففي الوقت الذي شهد النبي للجارية بالإيمان لأنها أقرت بأن ربها في السماء، تجد هؤلاء الملحدين، يزعمون أنه النبي كان يعلم أن قولها كفر! ولكنها سكت عنها وشهد لها بالإيمان لأن هذا ما تعقله وتفهمه، فنسبوا الغش للنبي صلى الله عليه وسلم، الذي غشّ الجارية بزعمهم، وشهد لها بالإيمان وهي بخلاف ذلك!