يشاع في المنتديات ووسائل التواصل الإجتماعي أن الشيخ أحمد بن تيمية قال عن الأشاعرة: "قَالَ : وَأَمَّا لَعْنُ الْعُلَمَاءِ لِأَئِمَّةِ الْأَشْعَرِيَّةِ فَمَنْ لَعَنَهُمْ عُزِّرَ . وَعَادَتْ اللَّعْنَةُ عَلَيْهِ فَمَنْ لَعَنَ مَنْ لَيْسَ أَهْلًا لِلَّعْنَةِ وَقَعَتْ اللَّعْنَةُ عَلَيْهِ . وَالْعُلَمَاءُ أَنْصَارُ فُرُوعِ الدِّينِ وَالْأَشْعَرِيَّةُ أَنْصَارُ أُصُولِ الدِّينِ" انتهى ما زعموا أنه قول الشيخ ابن تيمية!
وهذا ليس قول الشيخ ابن تيمية، بل ابن تيمية ناقل فقط، بدليل أنه صدر مقاله هذا بقوله: "قال" فالكلام محكي منقول وقائله هو المذكور في أول الكلام حيث يقول ابن تيمية: ''وكذلك رأيت في فتاوى الفقيه أبي محمد فتوى طويلة.. قال فيها: .." إلى أن يقول: "قال: وأما لعن العلماء الأئمة الأشعرية فمن لعنهم عزر وعادت اللعنة عليه... والعلماء أنصار فروع الدين والأشعرية أنصار أصول الدين، قال: وأما دخولهم النار.." الخ.
وفي آخر هذه الفتوى نفسها يقول ابن تيمية ''وأيضاً فيقال لهؤلاء الجهمية الكلابية كصاحب هذا الكلام أبي محمد وأمثاله كيف تدعون طريقة السلف وغاية ما عند السلف أن يكونوا متابعين لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟!'' إلى أن يقول: ''وأبو محمد وأمثاله قد سلكوا مسلك الملاحدة الذين يقولون إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبين الحق في باب التوحيد''.
وبهذا يتضح قطعاً:
أ- أن العبارة المذكورة ليست من قول ابن تيمية بل قائلها أشعري يمدح مذهبه.
ب- أن ابن تيمية نسب هذا القائل ومذهبه إلى الجهمية الكلابية واتِّباع طريقة الملاحدة، وأنكر عليهم ادعاء طريقة السلف، وهذا ينفي ما حاول المدلسون نسبته إلى الشيخ ابن تيمية من الثناء على الاشاعرة ومذهبهم
هذا ولم يصدر من ابن تيمية مدح مطلق للأشاعرة أبداً، وإنما غاية مدحه لهم كما في [ج 12] من الفتاوى أن يصفهم بأنهم أقرب من غيرهم، وأن مذهبهم مركب من الوحي والفلسفة، أو يمدح المشتغلين منهم بالحديث، لا لكونهم أشاعرة ولكن لاشتغالهم بالسنة مع سؤال المغفرة لهم فيما وافقوا فيه متكلمي مذهبهم.
لكن هذا أقل بكثير من المواضع التي صرح فيها بتبديعهم وتضليلهم وفساد منهجهم فهي أكثر من أن تحصر.
كما أنه حدد متى يعد المنتسب إلى الأشعري من أهل السنة فقال:
''أما من قال منهم بكتاب الإبانة الذي صنفه الأشعري في آخر عمره ولم يظهر مقالة تناقض ذلك؛ فهذا يعَدُّ من أهل السنة، لكن مجرد الانتساب إلى الأشعري ؛ لا سيما وأنه بذلك يوهم حسناً لكل من انتسب هذه النسبة، وينفتح بذلك أبواب شر''؟
أي أن من كان على عقيدة السلف منهم لا ينبغي له الانتساب للأشعري لأنه بدعة ومذمة.